الأربعاء، 22 يونيو 2011

ماهر الأسد.. مهندس التنكيل بالمتظاهرين target=

ماهر الأسد.. مهندس التنكيل بالمتظاهرين target=

سيطرته على قوات النخبة جعلته الشخص الأول في هرم القيادة

ماهر الأسد.. مهندس التنكيل بالمتظاهرين

بينما تتزايد أعداد تقارير الهروب من الجيش السوري، وتتصاعد فيه أعداد القتلى من ضباط الشرطة والجيش، يعتقد المحللون بأن الرئيس السوري بشار الاسد قد يعتمد بشدة على شقيقه ماهر الاسد، الذي يستطيع بوحداته النخبوية حماية الحكومة في خضم تدني الروح المعنوية للجيش النظامي.
يقود ماهر الاسد الفرقة الرابعة النخبوية والحرس الجمهوري، ويتمتع في الوقت نفسه بنفوذ طاغ في جهاز الاستخبارات السوري القوي، وخلال الأشهر الثلاثة من عمر الانتفاضة ظهر ماهر كذراع تبطش بالمحتجين، حيث أسفر بطشه عن مقتل 1300 شخص، وفقاً لتقديرات النشطاء السوريين واعتقال اكثر من 10 آلاف شخص.
ويعتقد كثير من المحللين بأن قوة ماهر الاسد تعكس الدائرة الضيقة التي يجلس على رأسها بشار الاسد نفسه «وهي الدائرة التي تتكون من الارتباطات العشائرية والعائلية والصداقة. وماهر موجود في قلب تلك العصبة، إذ يعتقد معظم السوريين أنه ذلك الشخص المجهول الذي ظهر على شريط فيديو يطلق الرصاص على المتظاهرين».
ووفقاً للدبلوماسي السوري السابق، بسام بيطار، الذي يعيش في المنفى في فرجينيا، فإن سيطرة ماهر على جهاز الامن السوري تجعل منه «الشخص الاول في القيادة وليس الثاني».
ويضيف بيطار أن بشار الاسد منذ صغره يتميز بين اخوانه بأنه الاضعف والاكثر تردداً، «وأعتقد انه في بعض الاحيان يرمي الى الاصلاح، إلا ان أخاه لا يريد ذلك». ويقول بيطار ان العلاقة بين الرئيس الاسد واخيه الاصغر تعكس العلاقة بين والدهم الراحل حافظ الاسد واخيه الاصغر رفعت الاسد، الذي يعتبر مهندس مذبحة حماة عام 1982 التي قتل فيها 10 آلاف شخص على الاقل.
ويضيف أنه «إذا عدنا إلى تلك الانتفاضة التي شبت من 1979 الى 1982 فإن رفعت يعتبر الرجل القذر والقاتل» في تلك الانتفاضة، والآن التاريخ يعيد نفسه، حيث اصبح ماهر هو الرجل القذر».
ويبدو أن الاحداث الدامية هذا الاسبوع قد حددت لحظة تاريخية حاسمة في الانتفاضة السورية التي فرضت تحدياً قاسياً على حكم هذه العائلة الذي امتد الى 41 عاما، ففي الاثنين الماضي ادعت الحكومة بأن 120 جنديا وشرطياً لقوا مصرعهم على يد العصابات المسلحة في مدينة جسر الشغور، وهو المبرر الذي تسوقه دائماً السلطات لضرب المتظاهرين، ويدعي بعض الناشطين والمواطنين بأن الجنود قتلوا بنيران زملائهم اثناء محاولتهم الهرب من المكان، ومن الصعب التأكد من تلك الادعاءات.
فإذا كانت روايات المواطنين صحيحة فان ذلك يدل على تصدع غير عادي في النظام الحاكم، الذي يحافظ حتى الآن على الوحدة النسبية للقوات المسلحة والدولة في وجه الاحتجاجات. وعلى الرغم من ان حالات الهروب يتم التبليغ عنها قبل اسبوع من ذلك، فليس هناك حادث دموي يشابه حمام الدم في جسر الشغور.
يقول المواطن عمر، البالغ من العمر 28 عاما «الآن هناك صراع بين الجنود من ناحية ورجال الامن والشباب من الناحية الاخرى».
ويضيف «بدأ عشرات الجنود يقفون الى جانب المتظاهرين المدنيين، وصار المدنيون يقدمون خدمات الاسعاف الاولية للجنود الذين اصيبوا برصاص الشرطة السرية».
ويقول صائب جميل، احد المنظمين للتظاهرات في جسر الشغور، إن «المدنيين هنا صاروا يقدمون الاسناد اللوجستي للجنود الهاربين، ويساعدونهم على مراقبة المنطقة، ويصحبونهم خلال جولاتهم الميدانية».
ويضيف ان الاطباء والممرضات هجروا المستشفيات خوفاً من انتقام السلطات، لأنهم يقدمون الرعاية الصحية للجنود الفارين.
ويؤكد جميل انه نقل احد قوات الامن الى المستشفى الوطني في جسر الشغور، بعد اصابته في المواجهات، ويقول ايضا ان هذا الجندي اخبره بان ضباط الاستخبارات امروا القوات بفتح النار على المتظاهرين، ورفض اثنان منهم الانصياع للأمر، فاطلقوا عليهما الرصاص ثم بدا الهروب من صفوف الجيش.
ويقول رئيس منظمة «إنسان» السورية التي تعنى بحقوق الانسان وسام طريف، إن قيادات الجيش تخبر الجنود بان هناك مجموعات سلفية وميليشيات في جميع انحاء سورية. ويضيف «عندما يصل الجنود إلى هذه الاماكن المزعومة لا يجدون سوى المدنيين».
وتتشكل وحدات المشاة في سورية من الشباب القادمين من المناطق الفقيرة التي يربط بينها الرباط العشائري، وهي المناطق نفسها التي شبت فيها الاحتجاجات ضد حكومة الاسد، ويقول الجنود إنهم لا يتلقون سوى النزر اليسير من الخبز والبطاطا والارز، ولا يتلقون رواتب سوى ما يعادل 10 دولارات في الشهر على أكثر تقدير.
ويقول المحللون إن الدولة تعامل المجندين كعناصر ثانوية لقوات النخبة التي يقودها ماهر الاسد، جنباً الى جنب مع الحرس الجمهوري. ويقول ناشط حقوق الانسان، والاستاذ الزائر بجامعة جورج واشنطن في واشنطن، رضوان زيادة، إن الفرق الموالية للحكومة هي الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وبالطبع قوات الامن، وهي كل القوات التي تقع تحت سيطرة ماهر الاسد. ويصف طريف الحرس الجمهوري واجهزة الاستخبارات بأعمدة الدولة، «اما البقية فهي أدوات».
ويصف احد السوريين الذي يعرف ماهر الاسد عن قرب بانه عالي الذكاء والتنظيم ويتميز بالوحشية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق